الحرب الاوكرانية بعيون الروس: طويلة.. وستنتهي بتقسيم أوكرانيا

عاجل

الفئة

shadow

الجريدة- رندلى جبور

الجلسة مع دبلوماسيين روس، محفوفة دائماً بالهدوء والعقلانية والرويّة.

برودتهم تشبه طقس موسكو في مثل هذه الأيام من السنة.

لا انفعالية سياسية لديهم، ولكن ذلك لا يعني غياب الموقف. وموقفهم هو ضد الأميركيين أولاً، قبل أن يكون ضد أوكرانيا – زيلينسكي حتى. فهم في أوكرانيا بالأساس يحمون مواطنيهم الروس، كما يقولون، إلى أن باتت الحرب اليوم بالنسبة إليهم “حرب مواقع واستنزاف”، ما يجعلها طويلة الأمد.

هم لم يبلغوا بعد حدود الحديث عن تسوية يبدو أنها لا تزال بعيدة جداً. لا بل هم يتوقعون أن تشنّ أوكرانيا هجوماً مضاداً قريباً، ولا يعرفون مآله، وبعدها لكل حادث حديث عن إمكان وقف إطلاق نار موقّت، مع بقاء كل فريق في منطقته.


يعترف الروس أن بلادهم تكبّدت خسائر كبيرة ولكن في المقابل يرون ضعفاً في قدرات الجيش الأوكراني على رغم كل المساعدات الغربية.


ويعترفون أيضاً أنهم ارتكبوا أخطاء عسكرية ولكنهم قاموا بتصحيحها لاحقاً، مع العلم ان المعركة الإعلامية لم تكن في مصلحتهم.

هم مندهشون، كما كل العالم، بصمودهم الاقتصادي، وهذا الصمود أدى إلى سقوط الرهان الغربي على انهيارهم، وما يليه من رغبة في مهاجمة روسيا مباشرة. الرهان سقط، ويقولونها بحسم.

وإذا كان انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” يزعجهم، إلا أنه لن يؤثر عليهم فعلياً، وهم سيواجهونه بإجراءات مدروسة، ويعوّلون على تراجع الدعم السياسي والعسكري والمالي لكييف مع الوقت.

حليف الروس الحقيقي هو “الوقت”، ويتكلون عليه لما له من دور في تداعي المنظومة الأطلسية، لأن أوروبا لا يمكن أن تستمر في إرسال الأسلحة والمنظومات العسكرية والذخائر والمدافع إلى ما لا نهاية، ولن تتحمّل هذا الثقل الكبير للحرب القائمة على أرض الآخرين.


ما هي النهاية المتوقعة؟ يجيب الدبلوماسيون الروس بثقة: سيصار إلى تقسيم أوكرانيا، فيما يبقى الروس إلى جانب رئيسهم فلاديمير بوتين، لأن ذاكرتهم الجماعية واعية بما يكفي، وعلى قناعة بأن بوتين هو من حمى ويحمي وجودهم المهدّد أبداً.

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة